شبكة معلومات تحالف كرة القدم

الحكم التونسي علي بن ناصر الرجل الذي ارتبط اسمه بأشهر هدف في تاريخ كأس العالم << مسابقة التوقعات << الصفحة الرئيسية الموقع الحالي

الحكم التونسي علي بن ناصر الرجل الذي ارتبط اسمه بأشهر هدف في تاريخ كأس العالم

2025-08-12 14:14:29

في 22 يونيو/حزيران 1986، كتب الحكم التونسي علي بن ناصر اسمه بحروف من ذهب في سجلات كأس العالم، عندما احتسب الهدف المثير للجدل للأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا في مرمى إنجلترا، والذي عُرف لاحقاً بـ"يد الله". تلك اللحظة التاريخية جعلت بن ناصر جزءاً لا يتجزأ من واحدة من أشهر المباريات في تاريخ كرة القدم، رغم الجدل الكبير الذي أحاط بقراره.

مباراة القرن وهدف العمر

لم تكن مباراة الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي مونديال 1986 مجرد مواجهة عادية، بل تحولت إلى حدث تاريخي بفضل هدفين خالدين لمارادونا: الأول المثير للجدل والذي سجله بيده، والثاني الذي سجله بعد أربع دقائق فقط، عندما تخطى نصف فريق إنجلترا ليضع الكرة في الشباك بطريقة أسطورية، ليُصنّف لاحقاً كأجمل هدف في تاريخ المونديال.

في تلك الأمسية، وقف بن ناصر في قلب العاصفة عندما احتسب الهدف الأول رغم احتجاجات اللاعبين الإنجليز، الذين أدركوا أن الكرة دخلت المرمى بيد مارادونا وليس برأسه. لكن القرار كان قد اُتخذ، ولم يستطع أحد إلغاء الهدف، بما في ذلك مساعد الحكم البلغاري دوتشاف، الذي لم يلاحظ المخالفة.

شهرة عالمية وجدل لا ينتهي

بعد المباراة، تعرض بن ناصر لهجوم شرس من الصحافة الإنجليزية، التي وصفته بالمسؤول عن خسارة منتخبها. لكن الجدل زاد عندما خرج مارادونا ليعلن أن الهدف كان "قليلاً برأسه وقليلاً بيد الله"، مما أضفى طابعاً أسطورياً على اللحظة.

رغم الخطأ التحكيمي، أصبح بن ناصر أحد أشهر الحكام في العالم، حيث ارتبط اسمه إلى الأبد بأعظم لاعب في ذلك الوقت. وفي مقابلات لاحقة، اعترف بن ناصر بأنه لم يلاحظ المخالفة في تلك اللحظة، قائلاً: "كانت واحدة من أفضل المباريات في مسيرتي، رغم الخطأ الذي لم يره أحد في الملعب".

صداقة مع مارادونا وتكريم أرجنتيني

استمرت العلاقة بين بن ناصر ومارادونا بعد المونديال، حيث زار النجم الأرجنتيني منزل الحكم التونسي في 2015 خلال زيارة لتونس، وأهداه قميصه من كأس العالم 1986 كتعبير عن الصداقة. كما كرّمت السفارة الأرجنتينية في تونس بن ناصر في 2022 بمناسبة مرور 36 عاماً على المباراة، وسلمته درعاً تكريمياً.

إرث لا ينسى

رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود، لا يزال الحديث عن تلك المباراة يتجدد، خاصة بعد وفاة مارادونا في 2020، عندما أعرب بن ناصر عن حزنه العميق، واصفاً إياه بـ"أعظم لاعب في التاريخ".

اليوم، يُذكر علي بن ناصر ليس فقط كحكم وقع في خطأ تاريخي، بل كرجل كان جزءاً من لحظة غيرت تاريخ كرة القدم، حيث اجتمع السحر والجدل في مباراة واحدة، ليكتبا معاً أسطورة لن تنسى.